مجتمع

بايدن ينسحب وكامالا هاريس في مواجهة ترامب

هل الولايات المتحدة الأمريكية على موعد مع أول سيدة تقود البيت الأبيض؟

future المرشحة لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، كامالا هاريس

حتى الآن تسير الأمور في اتجاه الرؤية والتوقع الذي أطلقته في يناير الماضي حينما أشرت أن احتمال أن يكون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية سيدة هو أمر متوقع ورجحت حدوثه.

فثمة مجموعة من الأنباء المتتالية توضح أن مسألة انسحاب بايدن وشيكة، وحتى إذا لم ينسحب فإن لن يٌكمل ما بعد يناير القادم، وقت دخوله البيت الأبيض/ هذا إن فاز.

أولى هذه الأخبار هو حديث بايدن بأن مستعد للانسحاب إذا ما أخبره الأطباء بأن مرضه يمنعه من إتمام مهامه، ثم بعد ذلك ما صرح به بأن نائبته كاملا هاريس قادرة على القيام بمهام الرئاسة ثم بعد ذلك إصابته بكوفيد-19، وهو ما يأتي في سياق أمرين آخرين هامين:

الأول: هو محاولة اغتيال ترامب الفاشلة التي رفعت شعبيته أمام بايدن بشكل كبير.

والثاني: ضغوط الحزب الديمقراطي سواء من قبل كبار المانحين أو كبار السياسيين من أجل الدفع بانسحابه.

بالطبع لا يمكن أن نقول أن هذا تحقق رسميا حتى يعلن بايدن ذلك بنفسه لكن جميع المؤشرات تدفع في انسحاب الراجل. لكن لماذا كاملا هاريس لها أفضل الفرص حتى الآن؟ هذا يعود إلى جملة من الأمور:

أولها: ضيق الوقت وخبرتها الكبيرة وقربها من كل ملفات وأجندة بايدن لمدة 4 سنوات فضلا عن أنها قادمة من داخل مؤسسة الحكم (الاستبليشميت).

ثانيها: أنها قادرة على إشعال معركة حول قضايا المرأة التي يحمل الحزب الجمهوري أجندة غاية في المحافظة واليمنية فيها تنفر كثير من النساء منها

وهي قادرة على جذب أصوات كثيرة من النساء.

ثالثها: عدم وجود تصريحات مستفزة بنفس الدرجة لبايدن اتجاه غ..ز،،ة ويمكن الترويج لها بأنها "مختلفة" أو ثمة "أمل" من جانبها، كما أنها ليست أحد الوجوه الذي يدير هذا الملف مثل بلينكين وسوليفان وغيرهما.

وبالتالي يمكن أن تستميل كتلة مسلمة قوية في ميتشجن ومن ثم تقتنص 18 صوتا في المجمع الانتخابي من ميتشيجن وتحقق اختراق في ولايات حزام الصدأ الهامة والحاسمة.

فنظريا، ترامب هو الأقوى والأقرب للفوز، لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن مؤسسة الحكم يغلي من فكرة وصول ترامب، فخطورة ترامب الآن تتمثل في التالي:

أولا: الراجل لم يعد حالة، بل أصبح يمثل تيارا حاكما داخل الحزب الجمهوري ولم يعد يستطع أحد من الكلاسيكيين القدامى الوقوف أمامه.

ثانيا: الراجل بعد الحادثة الأخيرة، أصبح له شعبية مهددة بتحريك حالة غضب مسكونة بنظرية المؤامرة تجعل إيقافه ليس سهلا.

ثالثا: هذه المدة الثانية والنهائية له وبالتالي الراجل ليس لديه ما يخشاه مستقبلا، ومن ثم ترامب سيكون سكون له قدرة أعلى على تحدي طبيعة عمل النظام خاصة أنه قادم من خارجه وهو ما سيمثل عبء على المجتمع وعلى النظام وربما الدولة الأمريكية ذاتها.

إلا أن وجود نظام قانوني وسياسي يحكم بقدر من الرشادة ومعرفة مخاطر الانقلابات أو التدخلات العسكرية في السياسة، يجعل إيقاف الرجل بالطرق الشرق أوسطية ليست محتملة،

لكن أقول إن هذا يبين أن دولة المؤسسة بالفعل لا ترغب في أن يكمل بايدن السباق، وترغب في أن يكون ثمة عوائق «غير مكلفة» تقف أمام تقدم ترامب.

ويظن البعض أن الطريق أمام ترامب بلا عوائق، وأن عودته إلى السلطة هي مسألة وق،ت وهو ما كان يُقال بنفس الصيغة عن فوز هيلاري كلينتون بانتخابات الرئاسة عام 2016. لكن قبل بداية الانتخابات، كتبت أن فوز ترامب لن يكون غريبا على العالم.

لا أدعي أن هذا كان تنبؤا، فالتنبؤ الحقيقي الذي لم يكن مبنيا على رؤية صحفي يتابع عن كثب فقط ويحلل، كان تنبؤ المخرج الأمريكي مايكل مور الذي كتب منطلقا من تحليل أرقام ولايات حزام الصدأ التي تجري حولها المعركة الانتخابية بشكل مكثف، فضلا عن روابط تاريخية قوية أشار فيها لما سيكون عليه الوضع.

وبالفعل، فاز ترامب حينها، بعكس آراء كثير من الخبراء الذين ساروا خلف نتائج استطلاعات الرأي دون الانتباه لما يسمى في لغة الرياضة والألعاب الجماعية بالقادمين من الخلف.

مرة أخرى هذه توقعاتي التي تؤدي إلى أن رئيس أمريكا القادم سيكون سيدة سواء في نوفمبر بشكل مباشر، أو ما بعد يناير بفترة وجيزة، سواء كانت كاملا هاريس أو ميشيل أوباما أو غيرهما، وإن كان منطقيا حتى الآن هو أن تكون كاملا هاريس هذه السيدة.

ومرة أخرى كما قلت في حالة ترامب 2016، فإن فوز كاملا هاريس على ترامب إذا ترشحت ضد ترامب، لن يكون غريبا على ولن يكون غريبا عن أمريكا في الداخل، وبالطبع لا يمكن الجزم بهذا منذ الآن.

نتابع وننتظر تتابع الأحداث لاستكمال تقديم رؤية شاملة للانتخابات الأمريكية من واشنطن.

# الولايات المتحدة الأمريكية # الانتخابات الأمريكية 2024

مجتمع